.

ها بركا

الشاب نزال عاصي




يرى المصوِّر الشاب نزال عاصي، أن توثيق الطبيعة الفلسطينية عبر الصور الفوتوغرافية، يوازي التوثيق التاريخي للشعب الفلسطيني. تحولات الطبيعة والفصول، وأنواع الزهور البرية، والبيوت التراثية القديمة المهجورة والمتروكة لصفير الرياح، هي عنوان عدسة عاصي البصرية. تفاصيل لافتة وعادية، تأخذ المصوّر الى عالمها لتصبح عملاً فنياً بصرياً ساحراً، كما يقول.
الهواية التي تحوّلت الى حرفة، هي مستقبل المصوّر الشاب، فتأمله التفاصيل وتحولات الطبيعة أخذه الى عالم أرحب وأوسع. «في البداية، حملت الكاميرا وبدأت ألتقط صوراً من دون معرفة حقيقية لمعنى التصوير، كنت ألتقط صوراً معبّرة لتفاصيل في مشهد كبير، صارت عيني عدسة»، يقول عاصي لـ «الحياة». ويضيف: «كل ما تراه هنا، هو صور متسلسلة. شعرت بأن عليّ أن أطور نفسي من خلال التدريب، والتحقت بدورات كانت تقيمها مؤسسات شبابية في رام الله، فوثّقت علاقتي بالكاميرا وتقنياتها، وبدأت بعدها أوثّق للطبيعة والبيوت التراثية».
فكرة التصوير الصحافي لم تستهوِ عاصي، فهي بالنسبة إليه تجلب الكآبة، على عكس ما تمنحه الطبيعة بجمالياتها وألوانها وتفاصيلها. «الطبيعة تعطيني طاقة إيجابية وتخرجني من الواقع السياسي والاجتماعي المرير الذي نعانيه في فلسطين والوطن العربي، فجمال الطبيعة ليست له شروط، وفيه ثراء وطمأنينة. كما أن المواقع والأماكن الأثرية، هي جذورنا كشعب فلسطيني، وتجسّد جماليات المدن والقرى العربية قبل أن يطمسها الاحتلال الإسرائيلي».
وفيما تشهد الساحة الفلسطينية إقبالاً على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية اليومية عبر مصوّرين فلسطينيين وأجانب، نتيجة المواجهات اليومية مع الشعب الفلسطيني وفي أكثر من مدينة وقرية ومخيم، يرى المصوّر الفلسطيني الشاب، أن لتوثيق الحياة الفلسطينية السياسية والأمنية أبعاداً إنسانية وسياسية ونضالية، بينما لتصوير الطبيعة وجه آخر من النضال. ويركّز هنا على أهمية وصول هذه الصور الى وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي لا تركّز إلا على الشقّ السياسي من بلادنا. ويفيد بأن البعض يرى أن تصوير الطبيعة شيء لا قيمة له، لكنه يجزم بأن توثيق الطبيعة وتفاصيلها مهمّ من الناحية الحضارية والجمالية، والتأكيد أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وأن هنا أرضاً وخضرة وطبيعة خلابة تشبه شعبها العنيد. ويتابع: «تدفعنا صور الطبيعة الى رؤية الوجه الآخر للحياة الصعبة التي نعانيها نتيجة سيطرة الاحتلال على حياتنا وحريتنا، كما أنها تسدّ الفراغ».
لا يستعجل عاصي لاتخاذ قراره في تقديم أعماله ضمن معارض خاصة. ويقول: «أسعى الى الدراسة والبحث في الصورة ونتائجها، والمراكمة في جمع ما يمكن جمعه من تفاصيل ومعلومات عن طبيعة الزهور والنباتات والبيوت التراثية، لأقدّمها في ما بعد في معرض يعبّر عن حبي وانتمائي إلى فلسطين وشعبها، كما أتمنى أن تخرج كل هذه الصور في كتاب يوثّق الطبيعة والحياة الإنسانية للإنسان الفلسطيني».

منقول
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة المحترف للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy